الثلاثاء، 15 فبراير 2011

مديح الظل العالي

كمْ من نبي ٍّ فيك جَرَّبَ
كم تعذَّب كي يُرَتَّبَ هيكلهْ .
عبثاً تحاول يا أبي مُلْكَاً ومَمْلَكَة ً
فَسِرْ للجُلْجُلَهْ
واصعدْ معي
لنعيدَ للروح المشرَّد أوَّلَهْ
ماذا تريد , وأنت سَيِّدُ روحنا
يا سَيِّدَ الكينونة المتحوِّلَهْ ؟
يا سَيِّدَ الجمرهْ
يا سَيِّدَ الشعلهْ
ما أوسع الثورهْ
ما أضيقَ الرحلهْ
ما أكبرَ الفكرهْ
ما أصغرَ الدولهْ !....

محمود درويش
عيد الحب


لقد احتلت الاعياد العالمية مكانا في قلوب الناس فباتوا يخلقون اعيادا لكل ما يثير اهتمامهم ، احد هذه الاعياد هو عيد الحب وهو عيد رائع بنظري :
 اولا لانه العيد الوحيد الذي يخص شعورا من المشاعر الانسانية العظيمة
ثانيا لانه عيد لا قواعد احتفالية له ، عيد حر يتعدى حدود الدين والقومية والعمر والجنس..، كل شخص يقرر ما الحب بالنسبة له ويحتفل بحسبه ، فقد يكون بين اب وابنه ، بين فتى وفتاة في عمر المراهقة ، بين متعبد وربه ، بين صديقين او صديقتين ، بين الشخص ونفسه (النرجسية)..الخ
لكل انسان تعريف للحب يختلف عن الاخر فهو التفاهم عند البعض وهو الجنس عند البعض الاخر وهو العطف والاحتواء او مزيج من كل ما ذكر.
 فان كنت اعزبا او عزباء فالاحتفال مع من تحب/ين بالسر او العلن او باحضار هدية او بقبلة .. وللمتزوجين هو يوم اخر في السنة يذكرهم بيوم زواجهم حتى ولو تزوجوا في نفس التاريخ ، بالنسبة للمصريين والتونسيين هو عيد الحرية وحبها.. هذه العذراء التي يطمح لعناقها الملايين ويثورون ضد حكامهم من اجلها ، عيد الحب بالنسبة لصاحب مجمع تجاري هو كثرة المال فيصبح سعيدا بقدر ما امتلا جيبه بالارباح فهو عيد المال بالنسبة له.
وبالنسبة لشخص اغضب من يحب فتكفيه ابتسامة منه كي يعلن احتفاله بالعيد.
صلاة هذا العيد كذلك متنوعة وبطرق متعددة ، فالصلاة تكون اما بقبلة او عناق او رقصة على انغام موسيقية او سهرة مع عشاء او حضور حفلة غنائية او المكوث في الفراش مع الحبيب/ة او الشعور بالدوران جراء تعاطي الكحول او المخدرات ، وقد تكون الصلاة توسلا للطرف الاخر بفتح قلبه ، وقد تكون زيارة لقبر الحبيب/ة كما يزور الحريري والده وغيرها من الطرق ..
المهم ان هذا العيد مخصص لشعور انساني وهنا خصوصيته وروعته انه يسمو بنا الى الاعالي على جناح نغمات هادئة تداعب القلب والروح فننسى همومنا اليومية في لحظات جميلة ممتعة..كل عام والجميع بخير

تصبحون على وطن-محمود درويش

عندما يذهب الشهداء إلى النوم
أصحو
وأحرسهم من هواة الرثاء
وأقول لهم:
تصبحون على وطن
من سحاب ومن شجر
من سراب وماء
أهنئهم بالسلامة من حادث المستحيل
ومن قيمة المذبح الفائضة
وأسرق وقتًا لكي يسرقوني من الوقت
هل كلنا شهداء ؟؟
وأهمس : يا أصدقائي
اتركوا حائطًا واحدًا ، لحبال الغسيل
اتركوا ليلة للغناء ، أعلق أسماءكم أين شئتم
فناموا قليلاً وناموا على سلّم الكرمة الحامضة
لأحرس أحلامكم من خناجر حرّاسكم
وانقلاب الكتاب على الأنبياء
وكونوا نشيد الذي لا نشيد له
عندما تذهبون إلى النوم هذا المساء ، أقول لكم:
تصبحون على وطن
من سحاب ومن شجر
حملوه على فرس راكضة، وأهمس:
يا أصدقائي لن تصبحوا مثلنا
حبل مشنقة غامضة
سقوط السكوت

قال احد اساتذة التاريخ في احدى المدارس الثانوية ساخرا من اهل مصر : ان الحضارة المصرية عريقة والشعب المصري منذ ان بنى الاهرامات وانتهى منها وهو في غفوة وسبات حضاري...
لا ادري ان كان هذا الاستاذ - كما المحللين السياسيين في قناة اسرائل الاولى والثانية والعاشرة وفيما يسمى المركز "البنتحومي" في هرتسليا - قد اصيب بصدمة جراء ما شاهدناه من احداث الثورة المصرية الكبيرة التي تبعت ثورة الياسمين في تونس.
يبدو ان اهل مصر قد قرروا الاستيقاظ من الغفوة والسبات واسقاط سكوتهم عن نظام اذلهم وداس كبرياءهم منذ اكثر من ثلاثة عقود

ميدان التحرير في القاهرة

اسكندرية
لقد قهرت القاهرة فرعونها وحرر الميدان مصر من العبودية ولم يحرر اسكندر الاسكندرية ولا المنصور المنصورة ويجب ان تمحى كلمة بيت العبودية من اولى الوصايا العشر في التوراة كصفة لمصر فان كان يهوة قد الصق بها هذه الصفة في كتابه المنزل ولم يعمل على تحريرها فان شعب مصر قد حررها ولقن يهوة درسا واثبت له بانها بيت الحرية .. انه الشعب هذا البركان الذي لم يتوقع احد من الساسة ثورانه المفاجئ وحممه التي اكلت الاخضر واليابس..
مصر ام الدنيا تتحول الى موجة غضب ضد الطغيان وتكسر القيود التي فرضت عليها وكانها لبت نداء ابراهيم ناجي وصوت ام كلثوم : "اعطني حريتي اطلق يدي ، انني اعطيت ما استبقيت شيئا ، اه من قيدك ادمى معصمي لِمَن أبقيهِ ومــا أبقى عليّـا ما احتفاظي بعهود لم تصنها وإلام الأسـر والدنيا لديّـا"
 فعلا لقد ادمت القيود يد هذا الشعب وجعلته مرهونا بيد "مريونيتا" اميركية اسرائيلية دون اي اعتبار لعشرات الملايين ممن تربوا على قومية عبد الناصر الذي كان دكتاتورا هو الاخر لكنه ذا كبرياء شامخا كابي الهول فأمم القناة وحارب الظلم والاحتلال والاستعمار وحاول توحيد الصفوف العربية .
جمال عبد الناصر
سقط السكوت ولن يخدع المصريون مرة اخرى وكما نظر المصريون غربا وراوا ثورة تونس ، لا بد وان ينظر بقية العرب الى الشرق والغرب والشمال والجنوب ويبحثوا عن الامم التي حررت نفسها بنفسها وتعتبر اليوم امم حية متطورة وعصرية..
على المصريين والتونسيين ان يحفظوا الثورة وان يطالبوا بالتغييرات التي ستوصلهم بالنهاية الى وطن ذي نظام صحي : مفصولة سلطاته مبني على اساس حقوق الانسان وكرامته ، تحكمه اجهزة تراقب بعضها البعض ، مانحا الحريات للانسان اولا وللمؤسسات الفكرية والاعلامية ،وفاصلا الدين عن الدولة.
طالما في داخل القلب روح عربية ثائرة تضج سنفرح كلما سقط نظام وكلما كسرت ضحية حاجز الخوف والسكوت واسقطته لتضع مغتصبها في قفص الاتهام وان استطاعت فلتلف حول رقبته حبل المشنقة.
لم تهدا فرحتي منذ ثورة تونس وها نحن مع ثورة مصر العظيمة فشكرا لكل من ساهم في هذه الفرحة وباعادة الفخر الى هويتي العربية : شكرا للجزيرة ، لفيس بوك لجوجل لتويتر ليوتيوب لمكروسوفت لشركة ابل ، لمخترع الحاسوب ومخترع التلفزيون والراديو والهاتف الارضي والخلوي لمخترعي الاقمار الصناعية لمخترع الميكروفون.. ولاهل مصر وتونس
ولا بد لي من ان ابعث تحية اكبار واجلال ودمعة حزن لكل من مات في سبيل الحرية في مصر وتونس وفي كل بقعة من العالم ..
 الشعب اراد اسقاط النظام فاسقطه..
تحيا تونس ، تحيا مصر ، تحيا امتنا العربية