الثلاثاء، 15 فبراير 2011

سقوط السكوت

قال احد اساتذة التاريخ في احدى المدارس الثانوية ساخرا من اهل مصر : ان الحضارة المصرية عريقة والشعب المصري منذ ان بنى الاهرامات وانتهى منها وهو في غفوة وسبات حضاري...
لا ادري ان كان هذا الاستاذ - كما المحللين السياسيين في قناة اسرائل الاولى والثانية والعاشرة وفيما يسمى المركز "البنتحومي" في هرتسليا - قد اصيب بصدمة جراء ما شاهدناه من احداث الثورة المصرية الكبيرة التي تبعت ثورة الياسمين في تونس.
يبدو ان اهل مصر قد قرروا الاستيقاظ من الغفوة والسبات واسقاط سكوتهم عن نظام اذلهم وداس كبرياءهم منذ اكثر من ثلاثة عقود

ميدان التحرير في القاهرة

اسكندرية
لقد قهرت القاهرة فرعونها وحرر الميدان مصر من العبودية ولم يحرر اسكندر الاسكندرية ولا المنصور المنصورة ويجب ان تمحى كلمة بيت العبودية من اولى الوصايا العشر في التوراة كصفة لمصر فان كان يهوة قد الصق بها هذه الصفة في كتابه المنزل ولم يعمل على تحريرها فان شعب مصر قد حررها ولقن يهوة درسا واثبت له بانها بيت الحرية .. انه الشعب هذا البركان الذي لم يتوقع احد من الساسة ثورانه المفاجئ وحممه التي اكلت الاخضر واليابس..
مصر ام الدنيا تتحول الى موجة غضب ضد الطغيان وتكسر القيود التي فرضت عليها وكانها لبت نداء ابراهيم ناجي وصوت ام كلثوم : "اعطني حريتي اطلق يدي ، انني اعطيت ما استبقيت شيئا ، اه من قيدك ادمى معصمي لِمَن أبقيهِ ومــا أبقى عليّـا ما احتفاظي بعهود لم تصنها وإلام الأسـر والدنيا لديّـا"
 فعلا لقد ادمت القيود يد هذا الشعب وجعلته مرهونا بيد "مريونيتا" اميركية اسرائيلية دون اي اعتبار لعشرات الملايين ممن تربوا على قومية عبد الناصر الذي كان دكتاتورا هو الاخر لكنه ذا كبرياء شامخا كابي الهول فأمم القناة وحارب الظلم والاحتلال والاستعمار وحاول توحيد الصفوف العربية .
جمال عبد الناصر
سقط السكوت ولن يخدع المصريون مرة اخرى وكما نظر المصريون غربا وراوا ثورة تونس ، لا بد وان ينظر بقية العرب الى الشرق والغرب والشمال والجنوب ويبحثوا عن الامم التي حررت نفسها بنفسها وتعتبر اليوم امم حية متطورة وعصرية..
على المصريين والتونسيين ان يحفظوا الثورة وان يطالبوا بالتغييرات التي ستوصلهم بالنهاية الى وطن ذي نظام صحي : مفصولة سلطاته مبني على اساس حقوق الانسان وكرامته ، تحكمه اجهزة تراقب بعضها البعض ، مانحا الحريات للانسان اولا وللمؤسسات الفكرية والاعلامية ،وفاصلا الدين عن الدولة.
طالما في داخل القلب روح عربية ثائرة تضج سنفرح كلما سقط نظام وكلما كسرت ضحية حاجز الخوف والسكوت واسقطته لتضع مغتصبها في قفص الاتهام وان استطاعت فلتلف حول رقبته حبل المشنقة.
لم تهدا فرحتي منذ ثورة تونس وها نحن مع ثورة مصر العظيمة فشكرا لكل من ساهم في هذه الفرحة وباعادة الفخر الى هويتي العربية : شكرا للجزيرة ، لفيس بوك لجوجل لتويتر ليوتيوب لمكروسوفت لشركة ابل ، لمخترع الحاسوب ومخترع التلفزيون والراديو والهاتف الارضي والخلوي لمخترعي الاقمار الصناعية لمخترع الميكروفون.. ولاهل مصر وتونس
ولا بد لي من ان ابعث تحية اكبار واجلال ودمعة حزن لكل من مات في سبيل الحرية في مصر وتونس وفي كل بقعة من العالم ..
 الشعب اراد اسقاط النظام فاسقطه..
تحيا تونس ، تحيا مصر ، تحيا امتنا العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق