الأحد، 26 ديسمبر 2010



في عكا بيوت لنا
في عكا بيوت لنا
وجدران رمادية
تزين زواريبنا المنسية
وعيون من الشبابيك تطل
على بحار الأبدية
والأطفال يلعبون هنا
يضحكون
يصرخون
في  ساحاتنا الخلفية
ورائحة المناقيش
تموت وتعيش
مع الرياح الغربية
وصوت صلوات أمهاتنا
تؤدي للسماء التحية

في عكا أسوار لنا
وظاهر العمر والجزار
تدوي في سمائنا
صرخة ضد الحصار
تثور وتغضب وتنادي
لا تحتلوا بلادي
لا تجهّلوا أولادي
لا تغرّبوا أحفادي

في عكا بحار لنا
تنشد أغانينا العربية
تكتم أسرارنا العبثية
تلقف أحزاننا وتلتهم أسوارنا
والصيادون يصطادون هنا
يحمدون
يلعنون
منذ قرون
من غدر بحرهم لا يخافون


في عكا قلوب لنا
أحبتنا وعشقتنا بحريّة
ألهمتنا وسمت بأرواحنا
إلى بطون أسفار القصص الخيالية
إلى شهرزاد والسندباد
إلى دمشق وبغداد
إلى العصور الذهبية
لنقرأ هناك :
بلادي عزيزة وان جارت عليّ
وأهلي كرام وان ضنوا عليّ

في عكا أهل لنا
يحملون همنا
يعيشون حلمنا
تفيض عيونهم انهار دموع
يئنون بصوت غير مسموع
بيعت بيوتنا وجدراننا
حاراتنا وزواربينا
جفت بحارنا
وهنت أسوارنا
سكتت صلواتنا وخفتت أغانينا
فضحت أسرارنا وتبخرت أمانينا
هزمها الجهل ، قهرها الفقر
والجوع.
فلا عودة ولا رجوع
ولا رائحة مناقيش
إنما الوطاويط والخفافيش
نموت نحن وهي تعيش.

تشرين الاول 2009








 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق