وجدران رمادية
تزين زواريبنا المنسية
وعيون من الشبابيك تطل
على بحار الأبدية
والأطفال يلعبون هنا
يضحكون
يصرخون
في ساحاتنا الخلفية
ورائحة المناقيش
تموت وتعيش
مع الرياح الغربية
وصوت صلوات أمهاتنا
تؤدي للسماء التحية
في عكا أسوار لنا
وظاهر العمر والجزار
تدوي في سمائنا
صرخة ضد الحصار
تثور وتغضب وتنادي
لا تحتلوا بلادي
لا تجهّلوا أولادي
لا تغرّبوا أحفادي
في عكا بحار لنا
تنشد أغانينا العربية
تكتم أسرارنا العبثية
تلقف أحزاننا وتلتهم أسوارنا
والصيادون يصطادون هنا
يحمدون
يلعنون
منذ قرون
من غدر بحرهم لا يخافون
في عكا قلوب لنا
أحبتنا وعشقتنا بحريّة
ألهمتنا وسمت بأرواحنا
إلى بطون أسفار القصص الخيالية
إلى شهرزاد والسندباد
إلى دمشق وبغداد
إلى العصور الذهبية
لنقرأ هناك :
بلادي عزيزة وان جارت عليّ
وأهلي كرام وان ضنوا عليّ
في عكا أهل لنا
يحملون همنا
يعيشون حلمنا
تفيض عيونهم انهار دموع
يئنون بصوت غير مسموع
بيعت بيوتنا وجدراننا
حاراتنا وزواربينا
جفت بحارنا
وهنت أسوارنا
سكتت صلواتنا وخفتت أغانينا
فضحت أسرارنا وتبخرت أمانينا
هزمها الجهل ، قهرها الفقر
والجوع.
فلا عودة ولا رجوع
ولا رائحة مناقيش
إنما الوطاويط والخفافيش
نموت نحن وهي تعيش.
تشرين الاول 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق